"But I know some day I'll make it out of here
Even if it takes all night or a hundred years
Need a place to hide, but I can't find one near
Wanna feel alive, outside I can't fight my fear"
أرد: ولكنني لازلت أنقد الناس الذين يعيشون على طريقتهم الخاصة.. لأنني أجد أن الطريقة الأصح هي التجرد ثم الاختبار..
يسألني وكأن الصمت الذي يتبع كل فقراتي يستمتع به أيضا ويحترمه:
- وماهي طريقتك في التجرد والاختبار؟ اشرح لهم كيف يمكن للحياة أن تكون يا صديقتي المختلفة بحق ال****
أضحك.. أرد:
- أعني أن لدي طريقتين مختلفتين في الحياة، ولكنهما قد يلتقيان معًا بصورة متزنة، فهما مكملان لبعضهما، كمثال ..
ليكوِّن الإنسان عائلته، عليه أن يصبح مالًا ليفعلها، مالًا مستدامًا لا مبتذلًا ومحدودًا، عليه أن يشرع في أن يصبح غنيًا في رأسه أولًا، ثم في مضيّه إليه، لا أعلم لم يتزوج الآخرون وهم بحاجة للوقت والمال أكثر من شريك حياة وطفل.. إنهم ينكرون ذلك وسينكرونه في ذواتهم حتى وإن وافقوك، وسينكرونه ظاهرًا حتى وإن اهتز أمرهم بالداخل.. - أخرج سيجارة بحافظة وردية تكسر هالة الغموض الصبياني الذي يحيط بي، أضعها بفمي لأولعها بطريقة غير رائجة تنم عن قلة خبرة صاحبها وعدم إفراطه بالتدخين حفاظًا على رونقه الذي يراقبه Aaron ويتدارك ضحكاته- ثم في المرحلة التالية .. على المرء أن يصبح زوجًا لماله، أي لحريته. لا أعلم لم يجمع الناس الشرقيون المال ليتزوجوا به، أو ليقيدوا حريتهم به.. فيكبلون أنفسهم بالزواج.. أو السمعة أو العائلة، إنهم نساء ورجال كالأطفال العاطفيين الذين لا يستطيعون السفر بعيدًا عن عائلاتهم. إنهم يخشون أن يذيبوا أنفسهم بثقافات أخرى، يقدسون الأصالة، أصالتهم القديمة، بينما الأصالة الحق هي أصالة الروح الإنسانية. ليس عليك أن تكون تابعًا نسوّيًا أو ذكوريًّا لتشعر بروحك، يجب أن يكون لديك رأيك الخاص الذي لا يؤثر فيه سوى روحك. إنك أيضًا قد تجد أحدهم قابعًا هناك يكتب الحنين لبلاده، كأنه حصاة صغيرة يصعب تفتيتها وهي بهذا القدر من الحجم وفي الواقع لا أحد سيهتم لها، وإني ليعجبني فقط من يرحل كصخرة ثم ما تتفكك لقطع كثيرة، هنا وهناك.. وتلك الحياة الحق أن تقبل الحطام والتفتت لتعيد ذاتك عن طريق اختبارك -أضع ساقًا فوق أخرى وأنا أفرط بالكلام، أفعل ذلك دائمًا وكأن ساقاي تربطان حزام الأمان فيخرج الكلام المتفاوت النبرات السريع والبطيء واللكيع والمائع والهمجي.. مرتبًا ومتماسكًا ومتعاليًا ولكن سيقبله الكرام- إنهم يكبلون أنفسهم بالمبادئ التي تجعلهم يمسحون لعابهم الذي يسيل بثياب صلواتهم، يزهدون بالبهجة.. يقتلون في نفوسهم جموح الرغبة، وهناك على الضفة الأخرى الخونة، من يخونون أنفسهم وأزواجهم وأحبابهم، من يكسرون قواميس التحرر بالانحطاط.. آه الانحطاط العيش الحيواني الكئيب..-يتغير وجه Aaron لا أعرف من خان في حياته، ولكني على علم بأن ضميره مرتاح تمامًا، وتلك الكلمات فقط تداعبه- لا أعرف لماذا لا يعمّق الإنسان من قيمة احتياجاته وانتقاء رغباته، إنهم لا يتحررون بل ينتقمون.. لا ينفتحون بل يتمردون على ما هو طبيعي عليهم فعله. إن الجموح والتمرد اللذيذ ليس مرتبطًا بالأخلاق والقوانين، بل بالتجرد من كل هذا الكم الثقيل من العرقلة، دون الحاجة بأن تشعر بتلذذ في كسره، عليك أن تشعر بلذة الحرية ذاتها وليس بالتلذذ البائس في حصولك عليها فقط لأنك مجرد وغد محروم.. مثلًا .. إن كنت تعيش في زواج لا يمنعك من الخيانة، حرر نفسك. إن كنت تعيش في أسرة تكبّلك تحقق من تفعيلك لخطة نبيلة تصقل مسار حياتك نحو حلمك لفعل الأشياء التي تظن بأنها سيئة وتستمر بفعلها خلسة بينما يفترض بها أن تكون بالشيء الطبيعي لك، على الحرية أن تحررك من الماضي والحب الفاشل والدراما الضارة، فجسدك قد احتفظ بما يقدر على تشربه أما الباقي ستمحوه الذكريات الجديدة، عليك ان تكون منفتحًا جدًّا، بفضل الانفتاح كنت أنا ثورة لامعة من نصيب حبيبي، ربما في يوم ميلاده السابق قد سقطت أمام عينه نجمة جعلته يتمنى شيئًا مثلي يسقط على رأسه، وهذا ما حدث حين قفزت من السماء عليه، هذا أمر طبيعي أن ينفتح قلب علي وهو غير متاح، والذي لن يحدث أبدًا هو أن ينفتح قلب غير متاح على قلوب من بعدي، أنا بكل حق لا أعرف لماذا ينغلق الناس على نفوسهم إن قطعت حبال وصالهم بالسابقين.. لن تشفى حتى تنفتح كوردة تستقبل الحياة، لا بأس أن تصبح منيعًا أو لعوبًا أو متمللًا.. عليك فقط أن لا تهدي أحدهم وسام النهاية لقلبك إلا لو كنت أنا بالطبع، أنت حر لذا عليك أن تتمتع بها كل حين، على الحرية أن تقودك للكثير من التجارب التي كنت تستنكرها قبل التي تودها، لتعرف من تكون! لا يمكنك التنبؤ وأنت مربوط بذاتك التي تظنها عن نفسك، هذا التنبؤ هو سجنك الخاص الذي لم يرمِك أحد به.. -أشير بإصبعي المملوء بالخواتم التعبيرية نحو الكاميرا- بل أنت من رميت به نفسك!
تلمع عيناه الغامقتان مأسورًا:
- حدثينا إذًا ما هو الحب المثالي بنظركِ؟
أصمت قليلًا، فيهمس:
- إنه النمط.. فواصلكِ الصامتة
أضحك.. إنه يجمع نفسه بهم، يريد أن ينصت معهم، يذكرني ذلك بسؤالي الذي سأجيب عليه، هل تعرفون ما قيمة العلاقات المتناقضة التي تحدث بين بلد وآخر، أو بين معلم أعظم وتلميذة، بين رجل حر وسجينة.. بين شقي وبارد؟ إنه العمق.. العمق.. بركة الله على تلك النخبة من البشر، وكأن الناس الآخرين مجرد تكملة لقصص أولئك النخبة.. تكملة لإنسانيتهم أو قصص حياتهم، ألم تروا أولئك الذين يسعون لإسعادهم دون أن يعرفونهم جيدًا؟ لطالما قلت لماما أني أشعر بأن الله يحبني دون أن أفعل شيئًا. إنه يظهر حبه في حب عباده لي! لا أعرف لماذا يعتقد الناس أن الله سيحبهم فقط من أجل أفعالهم؟
- أعود لـAaron :
- الحب هو المحطة التي ستحدد مدى امتداد حريتك ومدى حدودها. إنها الفاصل الذي يفصل بين الطريقين، لا أعرف لماذا يبدو الناس مشتتين وكئيبين في حيواتهم، يفضلون الفراغ على اتخاذ أحد الخيارين.. الحل سهل وجالب للمحطة الأخيرة وهي قلب المتعة وفيضها المجنون، إن كان لديك "بابا مالك" أي من عرق جبينك أنت فقط و"ماما حريتك" التي صنعتها لنفسك، عندما تفعّل هاتين الأسطورتين لصنع جودة حياتك، عليك أن تخلع حذاءك وملابسك وتمضي في طريق المتع الحقيقي منها والمزيف.. لطالما أنقذني أمل التحرر من الاكتئاب. إنه نقطة الأمان الخالصة، لهذا أخرج من بئري دائمًا كجنية لا تموت أبدًا، وكم أشفق على من يعيشون على إثر الفلسفة، لقد عشت على إثرها سنينًا حتى تجردت منها لأعيش على حساب فلسفتي الخالصة.. أولئك الناس الذي يسلمون أنفسهم للواقعية المرة، يشعرون بالأمان بأنهم يبردون، يعتقدون أن من الحكمة أن يقلدوا الفلاسفة الذين يتفوقون عليهم بالشؤم والذكاء والتراجيدية، أظن بأن صغارنا من القوم مجرد قراء كسولين عن شحذ السعادة، وهي بالطبع لن تستحق ركامهم الذي صنعوه.. إن فن المتعة يجعلني أفكر بتأليف كتيّب يدعى "التداوي بالسطحية"، إذ تكتشف الطرق التي تجعلك تضحك بشدة، تسترخي بشدة، تتقافز وتتنفس الهواء وكأن في أنفك استشعار لطعمه الحلو بلا تزييف لشعورك، أن تعيش الصخب الفاجر مع من تأمنهم، تسكر وتغني وترقص عاريًا وتقسم بأنك قد لمست النجوم في عليّة هذا الكوكب، أن تختار الأيام الهادئة تحت الماء أن تصادق مخلوقات لا تهتم بصداقتك كالأسماك الصغيرة التي تلامس قدميك، أن تصعد أشجار الغابات وتصرخ كطرزاني عصري، أن تتباهى بعضلاتك، إن العضلات هي ثاني أجمل ما في الإنسان بعد عقله، أن تعيش في منتصف الهواء.. ألا تجعل من جسدك يألف المكان حتى تغادر أرضًا جديدة، أن تصاحب الكثير من الأعراق والألوان البشر الأمنين والكلاب.. أن تختبر أي البلاد قد تشبهك، لتتعلم وتمرح وأنت تبكي وتمرح وأنت واثق وسعيد ولا أجمل من أن تكون مكسورًا بإرادتك لا أن يكسرك أحد لأنك (حر)، عليك أن تصنع قائمة طويلة من تلك المتع المعترف بها والتي لم يعترف بها حتى تفعلها، حتى تعترض طريقك تلك المحطة الآسرة.. والتي ستجعلك تراعي سمعتك لأجلها، على المرء ألا يلقي بالًا للسمعة إلا لأجلها، وتدرب نفسك لتكون أكثر فتنة لاستقبالها.. تلك محطة الحب! - لقد اكتشفت أني أتحدث وأنا أمشي وأتقافز وأشرح بيدي والعرق القليل بدأ يستفيق معي- هذا لا يعني أن الحب سيوقف حريتنا ويصقل متعتنا، بل إن الحرية الكبرى أن تقع في الحب، إن متعة الحب تفوق أضعاف متعة التحرر المفرد، أن ترغب في المساكنة مع إنسان ما، ليس بالضرورة أن تتزوجه إن كنت لا تريد، ولكن عليك ألا تتزوج سوى من تحب وإلا فلا تفعلها أبدًا، أنت لن تخلص لزيجة مدبرة إلا لو كنت بتولًا بعض الشيء أو رجلًا يريد إرضاء ضميره بتمثيلية الأرض الصالحة، وأنتِ كذلك.. أما الحب هو أن تقبل بوجود رائحة أخرى غيرك عن كثب تلتصق بملابسك وفراشك، ولا تمانع ولا تشعر بالقزز حتى وإن كان في أوضع أحواله، أن تشعر باستدامة الحياة وكأنها لن تنتهي.. أن تتمتع بالإخلاص والامتلاك، أن يتحقق حلمك في أن تجد من نفسك آخرًا تهتم لأمره، بل وتتوق له بالرغم من أنك تحبه كل يوم. إن الحب شعور معقد، يحدث به الكثير من الخلط، قد تحدث أخوة وتظنها حبًّا، قد تحدث صداقة وتريد أن تفسدها بالحب، أو حالة نفسية مازوخية/سادية تنسجم مع حالتك فتحدث صعقة وصفعة تستلذ بها وكسرك منها يدمنك أو إعجاب لن يكبر ولكنك تريده أن ينجب وهو لم يخلق في قلبه الحب قط بلا بلا بلا.. وكل ذلك هو حب في كل أحواله ولكنه ليس حبًّا حقيقيًّا ما لم يحدث بتلك الطريقة المثالية للحب.. لا أعرف لماذا يعتقد الناس دومًا بأنهم قد وجدوا الحب الحقيقي الخاص بهم.. ونسبة حدوث ذلك هي مشفرة جدًا.
يهتم أكثر مما يبدي في يده من آلة تسجل وتصارع الأمل والانكسار في عيني، فصار متربعًا على البلاط كطفل يشاهد مسرحية ولا يريد إغماض جفن:
- وما هي طريقة الحب المثالي؟ (يسأل وكأنه مستعد ليفعلها)
أرد رامية بسهام عيني لأسفل البناية، حيث أقف ثم أدعوه للوقوف معي عند هذه الحافة وكأننا على وشك الانتحار، والكاميرا تسجل ظهورنا المتأملة لدمعة الليل إذ سقطت قطرة على كتفي وتأخرت الباقيات عن الهطول قليلًا.. أفكر فيمن قد ينتحر من فوق هذه البناية هو حر لم يكتشف حريته بعد.* مطرات خفيفة تسقط ولا تُرى بوضوح حين كنت أرد:
- حسنًا.. إن كان الحب انفتانًا وتعلقًا، طاقة خارقة أو سحرًا، حالة كميائية.. أيًّا يكن فالطريقة المثالية للحب هي الشعور المتبادل الذي ينافس بعضه الآخر. إنها المبالغة والغلو، الاحتراف والبراءة، الشبق الممسوس، الخجل والسطوة، البساطة والحضور، الإبداع في التعبير وفي التكسير، الغواية في الأسر، الغضب الرومانسي المشخص للأبصار، اللعب والشقاوة، الكبرياء المغلف بالعشق المتنازل في لحظة حاسمة، الصراخ بالأسماء، محادثة الصور عند الشوق، كسر عنق الملل، أن تخلق تمثالًا من العذوبة والغزل لنصفك الآخر، أن تجعله مقدسًا، أن يراه الجميع مقدسًا، أن تحاول إذهاله بكل ما تقدر عليه عاديتك، أن تريه كل الشخوص التي تملكها وتريه الفروق حين تكون كل واحدة معك وكيف هي مع الناس أجمع، أن تذيقه ضحكة بعد ملح الدمع، أن تشعره بالقدرة والقوة في جعله مُطاعًا وآمرًا، عليك أن تحتفظ بصبيانيتك بالحب كي لا يموت شيخًا كاهلًا، عليك أن ترفس ماضيك من أمامه وخلفه، عليك ألا تصمت إلا في حالة تستريح فيها بعد نشوة حب جامحة، عليك ألا تكون كسولًا في جعل لياليه الخاصة ملونة، لاتكن رتيبًا، عاقلًا، باردًا، عاديًا، هادئًا، مسالمًا أكثر من اللازم في الحب، عليك أن تطوّع مواهبك لأجله، كتاباتك، رسوماتك، غناءك، فنّك، ذوقك، إن لم يكن ملهمًا لك فهو بالتأكيد ليس حبيبك الحقيقي.. وإنما حبيبك فقط. إن كنت وحدك من يفعلها فحبك الأسطوري من طرف واحد.. أنقذ نفسك في أسرع وقت ممكن. أو اقبل بالقليل الذي لا تستحقه. لا أعرف لماذا لا ينقذ الناس.. وأنا.. أنفسهم.
أصمت.. صامت هو، ثم يزفر: حسنًا.. كان ذلك كافيًا (يقترب ويقدم لي منديلًا يمسح به خدي المبتل لم يكن مطرًا بل دمعة، الكاميرا تسجل ذلك ولا أبالي)
نقرر التوقف حتى فصل آخر..
"Isn't it lovely, all alone
Heart made of glass, my mind of stone
Tear me to pieces, skin to bone"
Hello, welcome home!
___________
*قصة حقيقية: بعد ٣ أيام من معرفة صديقنا Aaron انتحر أحد المقربين إليه ليقع في فوهة عميقة من الصدمة والاكتئاب، ولم أعرف عنه شيء بعد ذلك.
مبدعة قليلة في حق ابداعك ، انتِ مبهرة ..
ردحذف.
ردحذفاجمل ما فيك يا منال عمق كلماتك .. نحن نتوه في دوامة الدنيا اللعينة وتنقذنا كلماتك .. . ونقطع مسافات طويله في شقاء وألم ولا نجد الراحة إلا في محطاتك ... ♥
ردحذف